أولا ً: أن التعبير عن حب العربية ليس من باب التعصب القومي, بل لأنها لغة القرآن الكريم.
ثانيا ً: أن الله اصطفاها لتكون لغة القرآن الكريم لا يعني تفضيلا ً لقومية العرب على غيرهم, فميزان التفاضل الرباني واضح وضوح الشمس في سطور الكتاب المبين { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } وذلك بعد أن رد الله تعالى أصل البشرية كلها إلى أم واحدة و أب واحد.
و هو الكتاب الذي تبـَّبَ يدَي عربي هاشمي, و شهد لرومي بأنه شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله.
ثالثا ً: إن نعمة المقدرة على التحدث بالعربية من قبل أبنائها دون عناء, لا يمكن أن يكون دون حساب مقابله, فلو قصَّر المسلمون جميعا ً في أداء فرض الكفاية من إبقاء لغة القرآن حية تسد حاجات التفسير و الفقه و استنباط الأحكام فسيأثمون جميعا ً, و لكن أولهم من كان بمقدوره التحدث بها و دراستها بجهد أيسر.
و كذلك لو أخذ من أعجمي في سبيل إعلاء هذه اللغة لتحقيق المقاصد المذكورة آنفا ً جهدٌ أكبر فإن أجره سيكون أعظم, ذلك لأن الأجر على قدر المشقة, { و ما ألتناهم من عملهم من شيء } .
رابعا ً : أن بيان جمال اللغة العربية لا يعني أن اللغات الأخرى غير جميلة.
خامسا ً : إن كثيرا ً ممن حملوا هذه اللغة العظيمة على أعناقهم و خدموها بكل إخلاص كانوا من غير العرب, وذلك حين اعتبروا تعلمها و تعليمها جزءا ً من دينهم, و ليس تبعية لقومية ما.
و سأكتب مقالا ً إن شاء الله أذكر فيه بعض هؤلاء العلماء الأفاضل الذين كانت لهم أياد ٍ بيضاء في حفظ هذه اللغة و تصنيفها و استخراج كنوزها رفعة لدينها.__________________
علمتني الحياة أن أتلقى ** كل ألوانها رضا وقبولا
فرأيت الرضا يخفف أثقالي**ويرخي علي المآسي سدولا