توجيه إلى الطلاب بشأن الامتحان ـ الأحد 6 / 6 / 2004 ـ لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الأخوة الكرام : وعدتكم في الدرس الماضي أن يكون هذا الدرس عن أصول الدراسة ، و المراجعة ، و المذاكرة ، لأن طلابنا الأعزاء في الشهادتين الإعدادية و الثانوية عندهم امتحانات لعلها كما تسمى مصيرية ، فقد يتحدد مصير الطالب في كليات الجامعة بحسب العلامات التي نالها في الشهادة الثانوية .
أيها الأخوة الكرام : دائماً و أبداً هناك جهد مبذول في الدراسة ، هذه حقيقة أولى ، و لكن هذا الجهد إذا كان وفق أصول الدراسة قد يؤتي ثماره اليانعة ، و إذا كان عشوائياً من دون قواعد و أصول قد لا يؤتي ثماره اليانعة .
بادئ ذي بدء : هذا النص الذي أمامك ، أو هذا الكتاب الذي أمامك ، أو الكتاب المقرر ، سأسمح لنفسي أن أقول : لو أن الجهد يقاس بوحدات ، لو أن الجهد في قراءة هذا الكتاب يقاس و في فهمه و في حفظه يقاس بوحدات ، أي تقريباً أنا بحاجة إلى مئة وحدة كي ينتقل هذا الموضوع إلى ذاكرتي ، بالمناسبة الذاكرة لها أهمية كبيرة جداً في الدراسة ، أنت في الامتحان تكتب من ذاكرتك ، أنت إذا ألقيت كلمة تكتب من ذاكرتك ، أنت إذا ألقيت خطاباً تكتب من ذاكرتك ، فقضية الذاكرة شيء مهم جداً في حياة الطالب و الداعية .
أيها الأخوة الكرام : لابد من أن أوضح لكم أن هناك ذاكرة تعرفية ، و ذاكرة استرجاعية ، و الفرق بينهما واسع جداً ، أي أنت إذا قرأت كتاباً ، لو أنك أردت بعد سبعة أيام أن تذكر ما الذي قرأته لا تذكر شيئاً ، يبقى عندك انطباع ، و الله كتاب جيد ، كتاب عميق ، كتاب عالج قضايا أساسية ، أما التفاصيل لا تذكرها ، و لو ذكر لك أحدهم بعد شهر أو شهرين قصة مثيرة تقول : هذه قرأتها في الكتاب ، أنت لا تستطيع أن تستذكرها لكنها إذا ذكرت لك تتذكرها ، إذاً الذي قرأته في هذا الكتاب أودع في ذاكرة اسمها الذاكرة التعرفية ، هذه لا قيمة لها إطلاقاً .
أنت حينما ترى كلمة باللغة الإنكليزية تقول : هذه معناها صلة ، لكن عندما تريد أن تتكلم قد لا تسعفك ذاكرتك بأن تعطيك هذه الكلمة ، إذا رأيتها تعرف معناها لكن لا تستطيع أن تستدعيها ، إذاً نحن أمام ذاكرة تعرفية لا قيمة لها إطلاقاً ، القصة إذا ذكرت أمامك تستذكرها ، الحادثة تستذكرها ، المقولة تستذكرها ، لكن لا تستطيع أن تستدعي هذه المعلومات ، أو القصص ، أو الحقائق ، لأنها مخصصة في ذاكرة لا تفيدك عند الحاجة .
كيف أنقل هذه المعلومات من ذاكرة تعرفية إلى ذاكرة استرجاعية ؟ هنا الجهد ، الذاكرة الاسترجاعية في أية لحظة تريد هذه المعلومة هي في ملكك تملكها ، تنطق بها في أية لحظة ، بالذاكرة التعرفية لا يمكن أن تستذكره ، أما إذا قرأته ثانية تذكر أنك قرأته سابقاً ، إذاً دعونا من الذاكرة التعرفية لأنها لا تجديك في الامتحان شيئاً ، لكن الذي يجديك الذاكرة الاسترجاعية .
الآن : أنا حينما أضع أمامي كتاباً ، و أقرأ ، بقدر الجهد الذي أبذله في القراءة بقدر ما تنتقل المعلومات إلى الذاكرة الاسترجاعية ، من دون جهد يحفظ في الذاكرة التعرفية .
أحياناً الإنسان يوهم نفسه أنه يقرأ ، يجلس بمكان ، يضطجع أحياناً ، يستلقي على السرير ، يفتح الكتاب و يقرأ ، هل تصدق أن الجهد المبذول في هذه القراءة يساوي وحدة واحدة ، و أنت من أجل أن تنتقل هذه المعلومات إلى الذاكرة الاسترجاعية تحتاج إلى مئة وحدة ، أما حينما تجلس على طاولة ، و تمسك قلماً من الرصاص ، و تقرأ الفقرة ، و تلخصها على الهامش الأيمن ، تقرأ الفقرة الثانية تلخصها ، تربط بين الفقرتين ، تقول : هذه الفقرة لها شاهد هنا ، و هناك ليس لها شاهد ، لماذا ؟ هذا الشاهد واقعي ، هذا الشاهد نصي ، هذا الشاهد تاريخي ، أنت حينما تحلل ما تقرأ ، أين الفكرة ؟ كيف شرحت ؟ كيف جاء الدليل عليها ؟ كيف ربطت ؟ و تكتب هذا كله على اليمين ، الآن بذلت تسعين وحدة ، كلما ارتفعت نسبة الجهد في قراءة الموضوع كلما كان معظم هذا الموضوع قد أودع في الذاكرة الاسترجاعية ، إذاً نحن بحاجة إلى أن نودع الحقائق التي نقرؤها ، و المعلومات التي نقرؤها في الذاكرة الاسترجاعية .
أي عود نفسك أن التصفح هي قراءة لا قيمة لها إطلاقاً ، يوجد دراسة أجريت عليها ، أنت بعد سبعة أيام لا تذكر من الذي قرأته شيئاً ، لا يبقى من الذي قرأته إلا انطباع عام ، أما حينما تكتب ، و تلخص ، و تعلق ، و تحلل ، و تنتقد أحياناً ، و تتساءل ، ثم حينما تناقش أخاً لك في هذا الموضوع حينما يسألك أو تسأله ، كلما بذلت جهداً أكبر رسخت المعلومات في ذاكرتك أكثر .
لذلك أسوأ طريقة في التدريس هي : طريقة الإلقاء ، و أفضل طريقة في التدريس هي : طريقة الحوار ، و السؤال و الجواب ، حتى الآن بعض وسائل التدريس تقوم على أن يدير المدرس حواراً ذكياً جداً مع طلابه كي يصل إلى الحقائق من خلال الحوار .
و من ملك البلاد بغير حرب هان عليه تسليم البلاد
***
كلما كان الجهد في قراءة الكتاب بسيطاً كلما كان النسيان أسرع ، و كلما كان الجهد في قراءة الكتاب عالياً كان الترسيخ ، و الحفظ ، و التخزين في الذاكرة الاسترجاعية أقوى .
أنت بالنهاية إنسان تجلس على طاولة الامتحان ، معك قلم ، و ورقة بيضاء ، العامل الحاسم ما هو ؟ ذاكرتك ، هذا التعليم المجرد ، أما التعليم العملي له شأن آخر .
أيها الأخوة الكرام : هذا الكتاب يحتاج إلى مئة وحدة ، فإذا بذلت التسعين في القراءة الأولى بقي عليك عشر ، و إذا بذلك عشر وحدات في القراءة الأولى بقي عليك تسعون ، لا توهم نفسك أنك قرأت الكتاب ، يجب أن تكون واضحاً مع نفسك ، لابد من بذل جهد كبير في قراءة الكتاب .
هذا الجهد تكتفي بقراءة واحدة عميقة تحليلية ، ثم أنت تحتاج إلى قراءة قبل الامتحان ، و انتهى الأمر ، أما أن يجلس فيقرأ كتاباً على شكل تصفح ، و يتصفح الثاني و يوهم نفسه و يوهم من حوله أنه يدرس ، لكن لا يوجد جهد أبداً ، هذا لا يفيد .
أيها الأخوة الكرام : الملاحظة الثانية : نظرية الإعياء ؛ أنا سأحضر كيلو أضعه في يدي ، سأرفعه مرة ، اثنتين ، ثلاثة ، خمس ، عشر ، خمسين ، يوجد حالة اسمها الإعياء ، بعد عدد معين من الرفع تصل العضلة إلى حالة الإعياء ، أي لا أستطيع أن أحرك يدي إطلاقاً ، تؤكد التجربة أنك لو وضعت نصف كيلو يمكن أن ترفع النصف كيلو مئة مرة ثانية ، لو وضعت ثلاثمئة غرام ترفعه مئة ثالثة ، لو وضعت مئتي غرام مئة رابعة ، مئة غرام مئة خامسة ، معنى ذلك أنت عندما تدرس ينبغي أن تبدأ بأصعب المواد ، تتعب ، تنتقل لمادة أسهل ، فعندما تخفض مستوى المادة أنت في نشاط دائم ، لكن أحياناً الطالب يلزم نفسه بكتاب صعب يوماً بكامله ، دون أن يشعر يضيع الوقت ، و لا يدرس ، لأن الكتاب صعب ، و طاقة احتماله محدودة ، كتاب بالفيزياء فرضاً ، بالرياضيات ، فأنا أنصح الطلاب حتى إذا درسوا بعد الامتحانات أو في الأعوام القادمة ، أنا أرتب الكتب ترتيباً بحسب صعوبة المادة ، أبدأ بأصعب كتاب ، أقرأ فصلاً واحداً ، أرتاح ربع ساعة ، آخذ كتاباً مستواه أقل أقرأ فصلاً ثانياً ، ثم أرتاح ربع ساعة ، آخذ كتاباً ثالثاً يمكن أن تقرأ في اليوم الواحد الكتب كلها ، و لكن من كل كتاب فصلاً ، تبدل الموضوعات يصنع رغبة في الدراسة ، كلما انخفض مستوى الكتاب كلما كنت أنشط على القراءة ، فهذه حقيقة يجب أن نلاحظها في شؤون الامتحان .
إذاً نحن نقرأ و نرتاح ، نقرأ و نبذل جهداً كبيراً ، لكن تجد طالباً يقرأ و ينجح و أسلوبه هو هو ، لم يرتقِ و لا شعرة ، لأنه حينما يقرأ يقف عند المعاني فقط ، و لا يلتفت للأسلوب .
كيف يرتقي أسلوبك ؟ كيف يمكن أن تتكلم بكلمات فصيحة و بعبارات متينة و بصور بلاغية رائعة ؟ هذا الشيء يكاد يكون مستحيلاً عند الطلاب ، ما لم تقرأ الكتاب قراءة أسلوبية ، أي يوجد على الطاولة قلم رصاص و قلم أحمر ، مثلاً وجدت كلمة وشيجة ، "علاقات وشيجة" ، أنت تستخدم متينة هذه كلمة ثانية وشيجة ، تضع خطاً أحمر تحت كلمة وشيجة ، يوجد عبارة ثانية "و إذا نسيت فلا أنسى" هذه العبارة لطيفة ، و هنا محل الإشارة أضع ، و يقتضي ذلك كلما وجدت عبارة متينة محكمة بكلمات جزلة ، أو صورة أدبية ، "لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه "هذه آية قرآنية لكن عبارة يمكن أن تستخدمها في كل كتاباتك ، فكلما مررت على كلمة لا تستخدمها و رائعة ، أو على عبارة لا تستخدمها لكنها رائعة ضع تحتها خطاً أحمر ، فإذا أمسكت الكتاب كل أسبوع ، و تصفحته بأقل من عشر دقائق فقط ، وضعت عينيك على الكلمات التي تحتها خط أحمر تكون قد استعرضت هذه الكلمات الرائعة ، و تلك العبارات المتينة ، هذه مع مرور الزمن تنتقل إلى ذاكرتك الاسترجاعية ، أنت ارتقى أسلوبك و ارتقت كلماتك .
بالمناسبة أيها الأخوة : لو أعطينا إنساناً لونان أبيض و أسود ، و وقف أمام منظر جميل نقول له : ارسم هذا المنظر ، لأن الألوان محدودة نقل المنظر إلى اللوحة يكون محدوداً جداً ، لكن المنظر يوجد فيه بيت سقفه قرميد أحمر لكن لا يوجد عنده أحمر ، المنظر يوجد به حقل أخضر لكن لا يوجد عنده أخضر ، المنظر فيه ماء نهر أزرق لكن لا يوجد عنده أزرق ، الآن أعطيناه أحمر ، و أزرق ، و أصفر ، و أبيض ، و أسود ، كلما كثرت الكلمات دقت العبارة ، جلسوا مع إنسان غير متعلم ، أعطوه مسجلة ، و سجل كل ما قاله في أسبوع ، و حذفوا الكلمات المكررة فوجدوا أن هذا الإنسان الغير متعلم يستخدم بحياته كلها ثلاثمئة كلمة ، أعطوا هذه المسجلة لأستاذ في الجامعة ، وجدوه يستخدم بحياته بالأسبوع ألف و خمسمئة كلمة ، الآن كلما كانت مفرداتك من اللغة أوسع كلما كانت عبارتك أدق .
مثلاً كلمة نظر ، يوجد عندنا باللغة نظر ، و يوجد عندنا باللغة حدج ، قال عليه الصلاة و السلام :
(( حدث القوم ما حدجوك بأبصارهم )) .
[ فقه اللغة عن ابن مسعود]
التحديج : نظر مع محبة ، إنسان يحب الآخر ينظر له هكذا ، إذاً نظر و حدج ، يوجد عندنا لمح ، لمح نظر ثم أعرض ، أي إنسان يمشي في الطريق يوجد باب مفتوح لم ينتبه أدار وجهه نحو الباب ، فإذا امرأة ، كونه مؤمن يغض بصره ، نقول : هذا لمح امرأة ، لا نقول نظر إلى امرأة ، لكن أحياناً بالجو يوجد طائرة و يوجد غيوم ، بين قطعتي غيم تلوح طائرة نقول : لاحت الطائرة ، لاح أي الشيء ظهر و اختفى ، أما لمح أنت نظرت و أعرضت ، و حدج نظر مع محبة .
الآن نظر شزراً ، أي نظر مع احتقار ، إنسان بذيء اللسان تكلم بكلمات بذيئة تنظر له هكذا ، تقول : نظرت إليه شزراً .
إذا الإنسان ساكن بغرفة سقفها متصدع ، و سمع صوتاً ، و الشق توسع فيخاف نقول : شخص ، شخص نظر مع الخوف ، حدج نظر مع المحبة ، لاح الشيء ظهر و اختفى ، لمح نظرت أنت و أعرضت .
الآن بحلق : نظر مع الدهشة ، أحياناً شخص يقيس ضغطه فوجده اثنين و عشرين تكاد عيناه تخرجان من مكانهما .
الآن حملق ؛ عندنا للعين حملاق ، لو شخص مسك الجفن و فتحه ، يجد فيه لوناً أحمر ، هذا اسمه حملاق العين ، فحينما حملق ظهر باطن الجفن ، نقول : حملق ، و يوجد حدق ؛ الضوء خفيف جداً ، و القطعة صغيرة ، تجد حدقة العين تتسع ، إذا اتسعت حدقة العين معناها حدق ، و إذا ظهر حملاق العين حملق ، و إذا نظر مع الدهشة بحلق ، و إذا نظر مع المحبة حدج ، و إذا ظهر الشيء و اختفى لاح ، و إذا نظرت كمؤمن و أعرضت لمح ، إذا كنت تقف بقمة جبل ، و أمامك سهل جميل أخضر ، و من بعيد البحر و أيام ربيع و الأرض كلها ترتدي حلة قشيبة ، تقول : رنا ، رنوت إلى المنظر أي نظرت مع الاستمتاع.
مراقب يراقب الطلاب و يوجد طالب حجمه صغير و لكنه ينقل و هو لا يراه ، فالمراقب يمط حاله ، إذا شخص رفع جسمه و مط نفسه نقول : استشرف ، استشرف النظر مع التمطي ، و إذا أعطيناك قماشاً نقول لك : هذا بوليستر أم صوف طبيعي نقول : استشف ، رأى هذه رؤيا قلبية رأيت العلم نافعاً ، العلم لا يرى بالعين أنا أرى هذا القلم أما رأيت العلم نافعاً تعني الرؤيا القلبية ، و شخص مع الخوف ، فكلما كانت الكلمات التي تستعملها كثيرة كلما جاءت العبارة دقيقة ، قال :
﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) ﴾
( سورة طه : الآية 17)
لو قرأت كل معاجم اللغة ليس هناك إلا كلمة واحدة تصلح لهذا الحادث أو هذا المعنى أهش ، أضرب لا ، أحياناً شخص يضع يده على يد صديقه نقول ضربه ؟ لا ، مسه ؟ لا ، ربت على كتفه .
الخلاصة : كلما جاءت الكلمات التي تستخدمها غزيرة جاءت العبارة دقيقة .
كيف تنمو كلماتك ؟ أسلوبك متعلق بعدد الكلمات التي تمتلكها في الذاكرة الاسترجاعية ، أسلوبك في الكتابة متعلق بعدد الكلمات التي تمتلكها في الذاكرة الاسترجاعية ، تماماً كالألوان للرسام ، إذا كان يملك مئة لون يمكن أن يعطي أدق التفاصيل ، أما إذا عنده أربعة ألوان يختلف هذا ، لذلك العين البشرية يمكن أن تفرق بين لونين من ثمانمئة ألف درجة ، لو درجنا اللون الأخضر ثمانمئة ألف درجة العين البشرية تدرك الفرق بين درجتين .
لذلك لو صورنا الأخوة الحاضرين بآلة تصوير تكاد تكون الألوان متقاربة في الصورة ، أما بالعين البشرية لا يوجد شخص من الأخوة الحاضرين له لون كاللون الثاني ، العين تدرك ذلك .
إذاً حتى يقوى الأسلوب يجب أن نقرأ قراءة أسلوبية ، يوجد معنا قلم رصاص و قلم أحمر ، القلم الرصاص للأفكار ، و تلخيصها ، و التعقيب عليها ، و ربطها ، و ترتيبها ، و تحليلها ، و القلم الأحمر للكلمات الجيدة ، للعبارات البلاغية ، و الصور الجميلة .
أخواننا الكرام يوجد بالعلم شيء ، آلاف الأشياء تستمتع بها بقدر ما تبذل بها من جهد إلا العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً ، بالعلم لا يوجد حل وسط ، أي أنت تعلم أن الهمزة المتوسطة تكتب على حرف يناسب أقوى الحركتين حركتها و حركة الحرف الذي قبلها ، قاعدة جامدة يصعب حفظها ، مؤمن على الواو قبلها مضموم و هي ساكنة و الضم أقوى ، أقوى الحركات الكسر ، بعد الكسر الضم ، بعد الضم الفتح ، بعد الفتح السكون ، لا يحفظوا ، مرة دكتور في الجامعة قال لنا : ائت بقضيب من أجل أن تكسره تحتاج إلى أعلى جهد ، أما من أجل أن تضمه يريد جهداً أقل ، أما إذا كان مضموماً فتحه أسهل ، أما أن تبقيه ساكناً لا يحتاج إلى جهد إطلاقاً ، كسر ضم فتح سكون ، فكلما تحفظ قضية تربطها بمثل ، تربطها بشيء .
أحياناً يقول لك بالإعراب مثلاً : جاء أخي أو جاء والدي فرضاً ، والدي فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منعاً من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة ، لا تحفظ هذه العبارة حفظاً جامداً ، حاول أن تفهمها ، هذه ياء المتكلم لا تقبل جاراً لها إلا مكسوراً لها مهيض الجناح ، تقول : هذا قلمي هو قلم خبر مرفوع ، تقول : هذا قلمي ، قلم : خبر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منعاً من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة ، أصل كتابة الهمزة تكتب الهمزة على حرف فيما لو سهلت قرئ ذلك الحرف ، لأن قبيلة قريش تخفف الهمزات و قبيلة تميم تحققها ، نحن عندنا كلمة تأريخ تميم تقول : تأريخ ، قريش تقول : تاريخ ، و لم يكن له كفؤاً أحد هذه تميم ، قريش كفواً أحد ، بئر ، بير ، باللغة العامية تسهل لا تحقق ، مثلاً ذيب عوضاً عن ذئب ، فنحن الهمزات تحقق و تسهل ، الهمزات تكتب على حرف فيما لو سهلت قرئ ذلك الحرف ، هذه القاعدة ، مؤمن تكتب على الواو ، إذا سهلتها تقول : مومن ، ملائكة تكتب على النبرة لو سهلتها تقول : ملايكة ، العوام يقولون : ملايكة و ليس ملائكة ، أي سهلوا الهمزة ، طبعاً الكلام لا يعني الطلاب فقط ، أي أخ قرأ كتاباً إما أن يبذل جهداً كبيراً و لا ينتفع منه أبداً ، و إما أن يقرأ هذا الكتاب فيصبح جزءاً من ثقافته .
فرق كبير جداً بين أن تقرأ و تنسى ، إذا شخص عنده وعاء من دون قعر فتح عليه خمسة إنش لا يوجد شيء ، بقدر ما فتحت لا يوجد قعر ، هذا الدرس مهمته أن يكون لك قعر يجمع ، و يجمع ، إذا شخص لم يجمع عنده حسرة دائماً ، و الله جلست بمكان يوجد قصة قرأتها و لكن نسيتها ، و الله يوجد آية لم أتذكرها ، و الله يوجد حديث لم أتذكره ، تجده بتحسر دائم ، يقرأ كثيراً و لكن لا يحفظ شيئاً ، بهذه الطريقة تقرأ و تحفظ ، و تقرأ و تستفيد ، و تقرأ و تنفع من قراءتك الآخرين .
1 ـ الابتعاد عن القلق الذي يولد عدم التركيز عند الطالب :
أخواننا الكرام : يوجد شعور ينتاب الطلاب بالامتحان أنجح ، لا أنجح ، أنسى ، لا أنسى ، أتذكر ، لا أتذكر ، هذا الشعور مزعج جداً ، هذا الشعور الحقيقة بالمفهوم الديني من الشيطان ، ييئسك ، ليس من المعقول أن أتذكر كتاباً ثمانمئة صفحة لن أتذكر شيئاً ، أنت ارتاح ، أنت اقرأ بهذه الطريقة فقط ، لا تشغل نفسك بهذه المقلقات أبداً ، عندما يأتي السؤال تصبح حالة اسمها اصطفاء ، كل شيء خلاف السؤال تهمله و تركز على هذا السؤال و قد تتذكر معظمه ، أكثر الطلاب يعيشون حالة قلق أثناء الامتحان أنه قد لا أذكر ، قد أنسى ، أنت لا تنسى ، أنت توكل على الله ، أي لا يوجد أجمل من التوكل على الله في الامتحان ، أكثر الطلاب يتوقع ألا ينجح ، ينجح و يأخذ علامات جيدة لكن القلق يدمره .
2 ـ أخذ قسط من الراحة :
أحياناً الإنسان يجهد نفسه في أثناء الامتحان ينعكس هذا الجهد عدم تركيز في الامتحان ، لي صديق دخل فحص الشهادة الثانوية بالتاريخ ، كان السؤال : تحدث عن مؤتمر برلين ؟ قال لي : أكثر من ساعة و أنا أتذكر أين عقد المؤتمر ؟ مكتوب برلين ، إذا كان هناك تعب ، إعياء ، سهر ، أو يوجد شيء مقلق التركيز يضعف ، القضية تكون بديهية لكن لا يستطيع أن يركز ، فأنا أقول : يجب أن تأخذ قسطاً معقولاً من النوم و لكن لا أن تنام اثنتي عشرة ساعة يوم الامتحان ، و إن لم تنم أبداً تذهب إلى الامتحان كيانك مهزوز ، فقدت التركيز ، فلابد من أخذ قسط من الراحة .
3 ـ ابتعاد الآباء و الأمهات عن المشاكل أيام الامتحان :
الشيء الآخر : أنا لي رغبة أن يبتعد الآباء و الأمهات في أيام الامتحان عن المشاكل في البيت ، قد ينشب خلاف بين الزوج و زوجته أي الطالب بجو الامتحان يحتاج إلى صفاء ، يحتاج إلى هدوء ، يحتاج إلى راحة نفسية ، إذا كان هناك مشكلات هذه تعيق التذكر ، نحن امتحاناتنا هكذا .
يوجد امتحانات أخرى ، مثلاً بامتحانات كتاب أربعمئة صفحة ، يوجد أربعمئة سؤال كل سؤال من صفحة ، و السؤال نعم أو لا ، يوجد طريقة أخرى بالامتحانات هذه الطريقة تلغي الحظ كلياً ، أي لابد أن تعرف في كل صفحة ما هو الجواب الصحيح ، لذلك يوجد معك كتاب أسئلة هذه الطريقة تعمل مسحاً كاملاً لمعلومات الطالب ، عندنا غير مطبقة ، أي في بلادنا لا تزال الامتحانات عامل الحظ فيها له أثر كبير ، فإذا أنت قرأت ، و كانت أعصابك مرتاحة ، و عندك توكل على الله عز وجل ، و جوك النفسي هادئ يمكن أن تذكر معظم المعلومات .
4 ـ حاجة الحفظ إلى الروابط :
الآن الحفظ يحتاج إلى روابط : " وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً حتى إذا جاؤوها و فتحت " لما فتحت ، فتحت ، " وسيق الذين اتقوا إلى الجنة زمراً حتى إذا جاؤوها و فتحت "، معظم الحفاظ يخطؤون ، هل تستطيع أن تعمل رابطاً لماذا و فتحت ؟ لماذا فتحت ؟ أي المؤمن إذا ساقه الله إلى الجنة هذا إنسان مكرم تفتح أبوابها قبل أن يصل ، هل من المعقول أن نستقبل رئيس جمهورية يدق الباب ؟ إذا عندنا ضيف رئيس جمهورية ، و نريد أن نضيفه بالقصر ، هل من المعقول أن يصل إلى القصر و الباب مغلق ؟ هذه ليست واردة إطلاقاً ، الأبواب مفتحة ، السجاد ممدود ، الاستقبال :
﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ﴾
( سورة الزمر : الآية 73)
أما إذا شخص قادم إسعاف أو مجرم مقيد :
﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ﴾
( سورة الزمر : الآية 71)
الآن انتهت العملية .
إذاً كل قضية تستطيع أن تربطها ربطاً معيناً لا تنساها أبداً ، سئل عليه الصلاة و السلام كيف تحفظ القرآن ؟ فقال : أنا أعقله ، أعقله أي يوجد روابط ، أما أنتم تقرؤون هكذا لا تحفظ و لاسيما في المتشابهات ، أي مثلاً يقول الله عز وجل :
﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) ﴾
( سورة الجمعة : الآية 2)
﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾
( سورة البقرة : الآية 129)
يوجد تسلسل ، اجتهاد سيدنا إبراهيم أنه : يتلو عليهم آياتك و يعلمهم الكتاب و الحكمة و يزكيهم ، لكن الله يقول : يتلو عليه آياتك و يزكيهم ، التزكية مقدمة على المعلومات ، يتلو عليه آياتك و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة ، فلذلك عندما أنت تربط سيدنا إبراهيم اقتراحه ترك الأولى ، أما الله عز وجل ذكر المنهج الصحيح ، تلاوة الآيات ثم التزكية ثم تعليم الكتابة و الحكمة .
5 ـ الدقة في العبارة و الدقة في الحفظ :
ثم أحياناً يوجد بالامتحان أخطاء فاحشة ، مثلاً : ذكر بيتين من الشعر قالهما أحد أصحاب رسول الله ، حينما صلب :
و لست أبالي حين أُقتَل مسلماً على أي جنب ألقى في الله مصرعي
***
شخص قرأ البيتين : و لست أبالي حين أقْتُلُ مسلماً هذا لجهنم ، كافر خالد مخلد في النار حين أقتل مسلماً ، بين أقتُل و بين أقتَل مسافة كبيرة ، يوجد قارئ توفي رحمه الله اقترب منه طالب علم أراد أن يثني عليه قال : أحب الصالحين و لستَ منهم ، هي و لستُ منهم ، انظر إلى الحركة ، هي :
أحب الصالحين و لستُ منهم لــعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من بضاعته المعاصي ولو كنا سواء في البضاعـة
***
فأحياناً يوجد أخطاء كبيرة جداً ، كلما تعلمت الدقة في العبارة و الدقة في الحفظ ارتقى أسلوبك .
6 ـ القراءة بشكل جهوري :
يوجد ملاحظة أن الطالب أحياناً لا يحسن أن يقرأ لأن قراءته كلها قراءة صامتة ، كل حياته قراءة صامتة ، لو كلفته أن يقرأ صفحة لا يحسنها ، الذي يحصل أن اللغة العامية لها مدرج صوتي محدود ، أما اللغة الفصحى لها مدرج صوتي أوسع ، وكأنه دولاب يمشي على مسنن ، كل حركته بهذه المنطقة المحدودة هنا حركته سهلة و لكن تعال و أوصله إلى مكان صدئ يتعسر .
نصحنا أستاذ في الجامعة أن نقرأ عشر صفحات من القرآن كل يوم بصوت جهوري ، هذا يقوي الأسلوب ، لأن الضاد لها مخرج ، الدال و الضاد ، و التاء و الطاء ، باللغات العامية دائماً حرف يكفي عن اثنين ، لا يوجد عندهم ثاء يوجد سين ، أستاذ في الجامعة سأله طالب : يا أستاذ لغتنا معقدة ثاء و سين و ظاء و طاء ، قال له : أتحب أن يقال كثر الله أمثالك ، أم كسر الله أمثالك ؟ و الفرق كبير جداً بين كثر الله أمثالك و بين كسر الله أمثالك .
حينما تنطق و تقرأ بصوت جهوري علم ابنك أن يقرأ كل يوم نصاً مكتوباً مضبوطاً بالشكل .
7 ـ الابتعاد عن العامية و القراءة بالفصحى :
قال لي طالب : أنا ضعيف بالإعراب كثيراً و لا يوجد معي ثمن دروس خاصة ، هل يوجد طريقة أتقوى بها بالإعراب ؟ قلت له : نعم ، يوجد كتاب اسمه : شذور الذهب في كلام العرب ، هذا الكتاب ينتهي بثلاثمئة بيت من الشعر بالفهرس ، أعرب أحد الأبيات مكتوب إلى جانب كل بيت رقم الصفحة التي أعرب فيها إعراباً دقيقاً ، فأنت أعرب بيتاً و ارجع إلى مكان إعرابه و وازن بنفسك ، لو استطعت أن تعرب ثلاثمئة بيت بجهدك الشخصي ثم ترى كيف تعرب هذه الأبيات بدقة بالغة تحل المشكلة .
إذاً يمكن أن تتقوى بالإعراب ، تتقوى بالنطق ، باللغة العامية لا يوجد بها أحرف لثوية أبداً ، " باللغة الفصحى لا يوجد غير ما ، بالعامية يوجد ما ، مو ، مي ، ما لقيته ، مو موجود ، مي طيبة هل الأكلة ، ما لقيته ما ، مو موجود مو ، مي طيبة مي ".
الحقيقة أن اللغة الفصحى تقرؤها فتشعر بنشوة ، و الإنسان عندما يتكلم باللغة الفصحى في بيته و مع أولاده و ليس اللغة المقعرة ، قال لهم شخص : مالكم تكأكأتم عليّ كتكأكئكم على دجنة افرنقعوا عني ، هذه اللغة غير مقبولة ، و لكن بدل ضرب لك تلفون ، اتصل بك ، إذاً يوجد كلمات باللغة العامية غير مقبولة .
1ـ قراءة الأسئلة كلها و التأكد من المطلوب :
نصيحتي الأولى : أنت بالامتحان اقرأ الأسئلة كلها ، أحياناً القلم تغلقه ، و تستهلك عشر دقائق و أنت تتأمل في الأسئلة ، هذا الوقت ليس هدراً و لكنه توظيف للامتحان ، قبل أن تكتب اقرأ السؤال جيداً ، كم من طالب أجاب إجابة لا علاقة لها بالسؤال ، فهمه فهماً سريعاً ، أول نصيحة لأخواننا الطلاب بالامتحان ضع السؤال أمامك ، و اقرأ الأسئلة خلال خمس دقائق بهدوء ، و أعد قراءتها حتى تتأكد ما هو المطلوب .
2 ـ كتابة السؤال الذي تعرف جوابه أول شيء وكتابة الخواطر على المسودة :
الآن ابدأ بأهون سؤال تراه أنت ، يصير مع الطالب أنه يبدأ بأصعب سؤال ، يحفظها تماماً أنا أعرف هذه ، أنا بزحمة كتابة السؤال الصعب انتهى الوقت ، يوجد عندك أشياء تعلمها تماماً و عليها علامات راحت عليك ، فالمفروض أن تكتب السؤال الذي تعرف جوابه أول شيء ، و أنت تكتب يوجد سؤال صعب تذكرت فكرة من السؤال الصعب اكتبها على المسودة ، لأنه أحياناً تأتيك الخاطرة و تغيب عنك أحياناً أخرى ، فأنت تكتب السؤال السهل أولاً ، و أنت باعتبارك مشغول بالسؤال الصعب و قلق من أجله فعندما تأتيك فكرة من السؤال الصعب اكتبها على المسودة .
3 ـ تنقيح الكتابة :
التنقيح بالكتابة قد يعفيك من حسم علامات كثيرة ، باللغة العربية إذا كان هناك أخطاء لغوية أو نحوية تحسم عدة علامات ، لأن الإجابة دائماً نصف علامة على الموضوع و النصف على الأسلوب ، فإذا أنت لم تهتم بتنقيح الأسلوب يوجد أخطاء بالهمزات ، الاقتصاد هل تريد همزة ؟ لا ، هذه همزة وصل ، أنا أستغرب أذهب إلى المطارات أحياناً لوحات كبيرة يضعون همزات بالخطأ ، همزة الوصل و القطع أضف لها واواً فإن سقطت فهي وصل ، استيقظ ضع واواً ذهبت الهمزة إذاً لا تكتب ، كتابتها خطأ ، و إذا وجد عدة همزات خطأ بالإجابة تحسم نصف العلامة ، فأنا أقول لك ابدأ بالسؤال الذي تعرفه تماماً .
ثانياً : الهمزات يجب أن تهتم بها ، لكن يوجد عندنا قاعدة بالتصحيح إذا أهملت شيئاً من حقه الإثبات فسر سهواً ، أما إذا أثبت شيئاً من حقه الإهمال فسر ضعفاً ، أي أكل من دون همزة لابأس ، أما استيقظ بهمزة يذهب عليها علامة ، يوجد فرق لأن أكل من حقها الإثبات أهملتها أنت تفسر سهواً ، أما استيقظ من حقها الإهمال إذا أنت أثبتها تفسر ضعفاً يوجد حسم علامات ، أهم شيء التنقيح ، دع عشر دقائق للتنقيح ، قد تصحح عشرة أخطاء ، تأخذ خمس علامات زيادة بالتنقيح .
إذاً نبدأ بالسؤال الذي نعرفه و إذا جاءتنا خواطر في السؤال الصعب نسجلها ، ثم ننقح .
4 ـ عدم تسليم الورقة إلا بعد أن تسحب منك قهراً :
النصيحة قبل الأخيرة لا تسلم الورقة إلا بعد أن تسحب منك قهراً ، يذهب طالب بنصف الامتحان ، هذه لم أكتبها ، و هذه لم أكتبها ، أين كنت ؟ لا تذهب ، رغبة عند الطلاب عجيبة أن يخرج في نصف الوقت ، عندك ساعتان اكتب لا تخرج من الامتحان إلا إذا سحبت منك الورقة .
5 ـ أن تأخذ بالأسباب و كأنها كل شيء ثم تتوكل على الله و كأنها ليست بشيء :
أخواننا الكرام : آخر ملاحظة ؛ أنك إذا درست جيداً أي أخذت بالأسباب ، و نسيت الله ، و اعتمدت عليها ، و اعتددت بهذه الدراسة المتقنة ، و قلت : أنا لابد من أن أنجح و سآخذ علامة عالية ، قد لا تنجح لأنك ارتكبت أكبر خطأ بالتوحيد أنك اعتددت بدراستك و نسيت الله عز وجل ، و إذا لم تدرس أيضاً لا تنجح لأنك لم تأخذ بالأسباب ، الموقف الكامل أن تأخذ بالأسباب و كأنها كل شيء ثم تتوكل على الله و كأنها ليست بشيء .
قال له : يا رب عليّ الهندسة و عليك الجبر ، هذه متأكد منها فلم ينجح لا بالهندسة و لا بالجبر ، يجب أن تفتقر إلى الله ، و الله عز وجل يمكن أن يمدك بمعلومات و أنت بالامتحان قد لا تذكرها أحياناً ، معونة الله بالامتحان واضحة جداً تحتاج إلى دعاء ، و إلى استقامة ، و إلى توكل ، و إلى أخذ بالأسباب .
فالمؤمن دائماً يأخذ بالأسباب و كأنها كل شيء ثم يتوكل على الله و كأنها ليست بشيء ، يا رب عليك الجبر و الهندسة فقال له : ليس عليّ شيء .
الصحابة الكرام معهم سيد الخلق قالوا : لن نغلب من قلة ، فلم ينتصروا :
﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ﴾
( سورة التوبة : الآية 25)
و يوجد قصص بهذا القبيل شيء لا يصدق ، تكتب موضوعاً آخر تأخذ صفراً ، ينصرف ذهنك إلى موضوع ثان من السرعة ، و عدم التوفيق ، و عدم التريث .
أتمنى على الطالب أنه أول ما يأخذ السؤال يغلق القلم ، و يحاول أن يتأمل الأسئلة خمس دقائق ، حتى يستوعب ما هو المطلوب .
الأخذ بالأسباب ثم التوكل على رب الأرباب ، أن تأخذ بالأسباب و كأنها كل شيء ثم تتوكل على الله و كأنها ليست بشيء ، و هذا الشيء يفيدنا بالامتحان ، و بالحياة العملية ، و قبل أن تلقي درساً ، و قبل إجراء عملية ، و قبل القيام بأي عمل .
كنت بطرابلس من حوالي شهرين ، أول طبيب بطرابلس له صديق عزيز زوجته في ولادة عسرة ، أي يوجد مشكلة كبيرة بالولادة ، فجاء الصديق إلى صديقه الطبيب و عرض عليه حالة زوجته ، قال له : أرجوك لو أنك سألت طبيباً آخر ، أي لو عملتم استشارة طبية ، قال له : أنا أفهم واحد ، سوف أقول لكم كلمة و العياذ بالله قال له : إذا الله يغلط أنا أغلط ، هذا الطبيب الآن سحبت شهادته ، أول مرة بتاريخ لبنان تسحب شهادة الطب ، و يتغرم بمبلغ بالمليارات ، ارتكب خطأ لا يرتكبه طالب طب ، هذه حالة حادة جداً ، بتاريخ لبنان لم تسحب من طبيب شهادته إلا هذا الطبيب ، ارتكب خطأ لا يرتكبه طالب طب ، وبعد التحقيق عملوا لجنة ، و ماتت الزوجة .
عندما تقول : أنا معنى هذا يوجد حمق ، أربع كلمات مهلكات : أنا ، و نحن ، و لي ، و عندي .
﴿ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ﴾ .
(سورة الأعراف : الآية 12)
فأهلكه الله .
﴿ نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ ﴾ .
( سورة النمل : الآية 33)
أهلكهم الله عز وجل .
﴿ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ ﴾ .
(سورة الزخرف : الآية 51)
أهلكه الله عز وجل .
﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾ .
( سورة القصص : الآية 78)
الآن يوجد أخ يقول لك : أنا جئت متأخراً ، أعوذ بالله من كلمة أنا ، تخرج روحك من هذه الكلمة يقولها لك مئة مرة ، فقط مرة واحدة و انتهى ، من كتب الوظيفة ؟ أنا أستاذ ، أعوذ بالله من كلمة أنا ، هذه غير صحيحة ، تقول : أنا تعتد بها ، إذا هناك اعتداد أنا ، و نحن ، و لي ، و عندي ، أما بدرج الكلام لا يوجد بها شيء ، إذا ما قصدت الكبر ، و الافتخار ، و الزهو لا يوجد بها شيء .
والحمد لله رب العالمين